الاثنين، 18 فبراير 2013

حوار الروح.


سألتك: أهي حقيقية أننا نصدق ما نؤمن به!؟.. أقصد أعتقد أني أؤمن بأن لا شيء مستحيل حتى الطيران. أجبتني: لا اعتقاد بالإيمان يا صغيرة.
- هل تظن أن ما نؤمن به قد يُهلكنا؟
- أن كنت تقصدين الطيران، فنعم ستهلكين بالأغلب. الإيمان هو التصديق بشيء بنقاوة، بلا احتمالات، الله مثلاً، و لا أظن أن شيئاً قد يصل للإيمان عدا الله.
- حتى الحب؟؟
- حتى الحب و الطيران وكل هذا وذلك، هم اعتقادات يا صغيرة، تصيبنا الشكوك بهم دوماً.
- أنت محق، كم هو جميلٌ الإيمان.
- يا ألهي كم أكره الأسئلة التي تواجه عقولنا عن الإيمان.
- لا، إن تلك الأسئلة التي توجهُها عقولنا تعيدنا لله، و تجعل إيماننا به أقوى.
- أأنت متأكدة أنك في الخامسة عشر؟
- لا بالحقيقة، أنا بالرابعة عشر.
- من أين لك بهذا العقل؟!
- هبة الله
- إن أسئلتنا هذه تصيب الأنسان بالبؤس.
- كيف، لم أفهم.
- أعني حينما يدرك الأنسان أنه ليس ألا بجسد، مجرد ذرة بهذا الكون، يُهزم، يُصاب بالبُؤس.
- قالها لي والدي ذات مرة لكن طريقته كانت أكثر تعقيداً.
- ههه، لذا يموت المفكرون ببؤس ومرض.
- من الطبيعي أن يكون الأنسان ذرة أمام قوى الله.
- إيماننا بهذا يطرد البؤس عنا.
- لكنك بائس.
- ربما تأخرت قليلاً في إدراك ذلك.
- قليلاً!! البؤس ليس بقليل.
- لم أُ صب ببؤس كامل.
- هل يعني هذا ما زال هناك أمل.
- لا يذهب الأمل بتاتاً، نرى ارواحنا تغادر أجسادنا و تصعد للسماء و نحن نأمل أن تعود.
- قالها لي أبي ذات مرة لكن قالها بطريقةٍ أكثر تعقيداً أيضاً.
- يبدو أننا متشابهان.
- لا، أبداً، أنت بائس و هو يضيف السعادة لكل شيء، أحياناً أشعر أنه يستمتع بكل شيء بالمشي، بالابتسام، حتى بالحزن.
- كيف له أن يستمتع بالحزن؟؟؟!؟
- لا أعلم لكن بالتأكيد هو شيء جيد لقد أنزله الله لنا على الأرض.
- كيف تفكرين أنت؟؟
- أظن بأن كل شيء يحدث لخير، فربما يكون حزناً يطرد عنك آخر أسوء منه، اؤمن بالقدر أنه نقيٌ ليصل للإيمان، صدقني.
- لم كل هذا التفاؤل؟؟
- لأنني اؤمن أن كل ما يحدث خير.
- تؤمنين بالقدر.
- مغفلٌ من لا يفعل.
- مغفلٌ أنا.
- لم، ألا تؤمن بالقدر؟
- بلى، و لكنني أغفلته.
- مغفلٌ أنت.
- متأكدة انك في الرابعة عشر.
- لا في الحقيقة، لكن أقول للجميع أنني في الرابعة عشر.
- و لم؟!؟
- ربما لأنني طويلة أكثر مما ينبغي.
- و ماذا عن ما تؤمنين به، قد يكون طولك هذا لخير
- أعلم، أظن أن الله خلقني طويلة ليتناسب جسدي مع عقلي.

أيها القاضي

أيها القاضي ابحث عن العدل، و ضع ما تتحدث عنه من قانون و تفاهات في عقلك و قلبك، و اسألهما عن ظلمك عن بعدك..
أيها القاضي ابحث عن المال، و ضعه في عقلك و قلبك واسألهما عن قربك عن حبك..
أيها القاضي ابحث عني..
أوجدت شيئاً؟؟
أنت لم تبحث أصلاً، أنا حنظلة، طفل يتحدث عن المال والعدل، يا لتكبرك اسأل فاطمةً عني أختي اسألها، أتخجل من المظهر الذي أبدو فيه، أتخجل من رقع بنطالي؟ لا يا سيدي فاخجل من نفسك، فبنطالي المرقع أعدل منك و أرشد منك، مهلاً ليس خيال أطفال عن البناطيل العبقرية، بل عن واقع عقلك و عقل بنطالي، ابحث عني أنا ابن يافا و حيفا، أتعرفهما؟؟ نعم تلك المدن التي يسميها حلفاؤك أرضهم، إنهم مخطئون، هي أرض أمي،،
سيدي القاضي أنا حنظلة ابن العاشرة، أنا من جعلتموه يرشد مبكراً و بقيتم أنتم أطفالاً حمقى يمضغون الرمل و الصخر و ينسون أن أسنانهم خلعت من قبل.
أيها القاسي اترك لي وطني وخذ خرافك و ابتعد عني أيها الراعي..